مدى تأثير الحرب الروسية الأوكرانية على التزام الدول بالمبادئ الحاكمة للعلاقات الدولية

  • علي ن اصر أحمد الخولاني جامعة الرازي
الكلمات المفتاحية: : روسيا – أوكرانيا – مبادئ - القانون الدولي العام – الدول الكبرى

الملخص

  ما إن انتهت الحرب العالمية الثانية حتى وجدت الدول نفسها بحاجة إلى تشكيل كيان دولي موحد يحفظ للبشرية أمنها وسلمها الاجتماعي وقد تمثل هذا الكيان في قيام الأمم المتحدة التي حاولت الدول الأعضاء من خلالها أن تدفن ذلك الماضي السيء الذي انتجته الحربين العالمية الأولى والثانية فتوجهت للبناء والتنمية وإعادة الإعمار وكل دولة منها على يقين تام بأنها وغيرها من الدول قد أدركت أهمية الحاجة للتعاون والتكامل أكثر من ذي قبل خاصة أن الحرب لم تحقق حتى للمنتصر ما يريد وبأن آثارها قد نالت منه كما نالت من المهزوم وإن كان ذلك بصورة أقل شدة ووطأة واعتقد الجميع لوهلة أن الأمور قد بدأت تسير في طريقها الصحيح رغم بعض الصعوبات التي استمر قيامها خاصة لدى تلك الدول التي ناضلت لطرد المستعمر وهو ما تم بالفعل إلا فيما ندر منها .

  وبعد مرور 78 عاماً من انشاء الأمم المتحدة ظن الجميع فيها أن مبادئ القانون الدولي قد ازدادت رسوخاً في أذهان الدول بفعل التطور والتعاون الدولي الذي سعت إليه حيث عُقدت المئات من الاتفاقيات الدولية الثنائية والاقليمية والدولية والتي حرصت على تدعيم هذا التطور في المبادئ بصورة شكلت يقيناً بأن العودة لعصر ما قبل قيام الأمم المتحدة قد أصبح من المستحيل أن تتكرر حتى مع استمرار بعض المشكلات هنا أو هناك ولكنها لم تكن بالحجم الذي كان يشكل خطورة على المجتمع الدولي مما كان عليه سابقاً .

  وفجأة ودون مقدمات ظهرت الأطماع الدولية الكبرى التي كانت تختبئ وراء ستار الحرية والديمقراطية لتعلن مع قيام الحرب الروسية الأوكرانية عن مدى سوء توجهاتها وقبح أعذارها وبصورة لم تكن تخطر على بال أحد .

  أحدثت الحرب الروسية الأوكرانية عودة للوراء في التزام الدول بتلك المبادئ المرتبطة بالقانون الدولي من خلال فرض العقوبات بين الدول الأطراف والتي أثرت على محيطها العالمي بحيث صارت تشكل مصدر قلق لغذائه وأمنه الداخلي والدولي .

  توصلت الدراسة إلى عدد من النتائج لعل من أبرزها أن القوى الدولية الكبرى لا زالت تهتم بمصالحها على حساب كل دول العالم وهذا يعني أنها لم تستوعب بعد إمكانية تكرار ما لحق بها من خسائر ولكن بصورة أكثر بشاعة في الوقت الحاضر في ظل امتلاك العديد من الدول للأسلحة النووية ، كما توصلنا إلى عدد من التوصيات منها أن على الدول الكبرى أن تعي ضرورة عدم التدخل المباشر وغير المباشر في شؤون بقية دول العالم وأن تسعى لتعزيز التعاون الدولي بدلاً من استمرار تسخين الصراعات التي سترتد نتائجها عليها كذلك .

منشور
2023-11-15